تلوث
البيئة
تلوث
البيئة Environmental
Pollution
لقد
خلق الله أدم واستخلفه في الأرض ليعمرها
وهيأ له بيئة نظيفة خالية من التلوث ولكن
أبناء أدم على مر العصور لوثوا البيئة
المحيطة بهم عن قصد أو عن غير قصد فمنذ أن
عرفوا النار استخدموها لأغراضهم مثل الطهي
وصهر المعادن والإنارة والتدفئة وحرق
الغابات وما إلى ذلك بدأت البيئة المحيطة
بهم تتلوث ولكن هذا التلوث كان محدوداً لا
يتعد المحيط الذي يعيشون فيه وسرعان ما تنقي
البيئة ذاتها ومع التطور الصناعي و المدنية
بدأ التلوث البيئي يشكل خطرا على صحة
الإنسان وحياته. وفي حوالي 1960 بدأ الانتباه
لظاهرة تلوث البيئة يأخذ طريقاً جدياً. وذلك
لوجود أدلة تشير أن تلوث البيئة بدأ يأخذ
شكلاً حرجاً يهدد جميع الكائنات على سطح
الكره الأرضية. علم
البيئة وصحة البيئة Ecology,
Environmental Health
حتى
يمكن أن نفهم تلوث البيئة وماذا تعني مشاكل
تلوث البيئة ينبغي أن نلقي نظرة على علم
البيئة Ecology
وهو العلم الذي يدرس الكائنات الحية
وعلاقتها بالبيئة المحيطة بهم. وعلم البيئة
علم قديم ولكنه لم يظهر للعيان إلا في القرن
التاسع عشر وفي النصف الأخير من القرن
العشرين حيث
تطور بشكل سريع ومفاجئ. علم
البيئة يهتم بالعلاقة المعقدة بين الحيـاة و
اللاحياة . مصطلح biosphere
( الغلاف الجوي ) يشير إلى العالم الحي ويتكون
من عدة انظمه بيئية ecosystems
. النظام البيئي ecosystem
يوفر أو يهئ الظروف المناسبة للنباتات
والحيوانات لتعيش, ويجدد العناصر اللازمة
لإبقائهم أحياء
( التوازن البيئي ) وعلى هذا الأساس تتكون
دورة الحياة من أربعة عناصر. أولاً:
يوجد ضوء الشمس, الماء, الأوكسجين, وثاني
أكسيد الكربون والمركبات العضوية وبعض
مركبات غذائية تحتاجها النباتات للنمو. (
العناصر غير الحية ) . ثانياً:
النباتات سواء البرية أو المائية والتي
بعملية التمثيل الضوئي تحول ثاني أكسيد
الكربون والماء إلى كربوهيدرات التي
تحتاجها النباتات نفسها أو كائنات حية أخرى
في النظام البيئي وعلى هذا فإن النبات كائن
منتج. ثالثاً:
المستهلك الذي يعتمد على المنتج ( النبات )
الحيوانات أكلة الأعشاب Herbivores
( مثل البقر والماعز ) هي مستهلك أولي لهذه
النباتات لأنها تتغذى عليها بصفة رئيسية,
الحيوانات أكلة اللحوم Carnivores
( مثل الإنسان و الحيوانات الأخرى أكلة
اللحوم ) هي مستهلك
ثانوي لأنها تأكل
الحيوانات أكلة الأعشاب. رابعاً:
المحلل أو المكسر decomposer
وهي كائنات حية مثل البكتريا والفطريات
والحشرات وهي تحلل المنتجات الميتة إلى
عناصرها الكيميائية و إعادتها للنظام
البيئي ليتم إعادة استخدامها ثانية. النظام
البيئي يتكون من دورة حياة التي يتحول فيها
فضلات الحيوانات إلى غذاء للتربة والبكتريا.
والبكتريا تنتج مواد غذائية للنبات
والحيوانات التي تستهلك النباتات. وتجدر
الإشارة إلى أن بعض الأنظمة البيئية تتكون
من دورة حياة معقده ومتفرعة. هذا التعقيد
يساعد على حفظ النظام البيئي في حالة كسر
الدورة أو تغيبر مسارها تنشأ علاقة جديدة
لتحافظ عليها. ومن
الجدير بالتذكير أن الحياة المدنية أصبحت
تقطع أو تعيق دورة الحياة أنفة الذكر وهو ما
يعرف بصناعة الإنسان المواد السامة
وإلقاءها في دورة الحياة man-made
toxic agents
والتي سوف تلوث البيئة وتسممها ويرتد أثرها
الضار عليه. مثال
ذلك استخراج الإنسان البترول من الأرض
واستخدامه كوقود للسيارات والآلات الأخرى
مخلفاً غازات كيميائية سامة أو ملوثة في
الهواء وهو ما يعرف بتلوث الهواء. ومثال
آخر استخدم الإنسان الزئبق لأغراض عديدة مثل
صناعة الدهانات وبعض الصناعات الصيدلية ،
وألقى الزئبق أو فضلاته في البيئة وتنتقل
بعدة طرق إلى الهواء والماء والتربة محدثاً
أضراراً جسيمة للإنسان عندما يتعرض لهذه
البيئة الملوثة . ويعتقد
أن المشاكل البيئية هي خلاصة ثلاث تفاعلات
أو تداخلات:- 1-
الزيادة
في استخدام المنتجات والتقنية التي تولد
تلوثاً كثيراً. 2-
سوء
استخدام الموارد. 3-
زيادة
معدل النمو السكاني. صحة
البيئة:-
لقد
عرفت علاقة الصحة بالبيئة من قديم الزمان
عندما ربط الإنسان بين انتشار الأمراض
والبيئة. في القرن السابع عشر اكتشفت
الكائنات الدقيقة التي تسبب أمراضاً معدية
وهذا قاد إلى تفعيل صحة البيئة لتحد من
انتشار الأمراض مثل الكوليرا ، التيفوئيد ،
الملاريا ، وأمراض معدية أخرى. هذا التفعيل
في دور صحة البيئة مثل الإصحاح البيئي انعكس
اليوم على هيئة برامج. مثل تأمين مياه شرب
نقية، وبسترة الحليب أو اللبن، وتحضير
الطعام بطرق صحية، وشبكات الصرف الصحي. المواد
الكيميائية التي تعتبر من خاصية المدنية
الحديثة أصبحت مصدراً خطيراً لتلوث البيئة.
ما يزيد على مليوني مادة كيميائية عرفت حتى
اليوم وفي كل عام ما يزيد على ألف مادة
كيميائية تكتشف بواسطة المصانع الكيميائية
ومئات من هذه المواد الكيميائية تستخدم
تجارياً. ولا يعرف معلومات كافية عن تأثير
معظم هذه المواد الكيميائية على الصحة. يوجد
قائمة بالأمراض التي يشك أو يعتقد في أنها
نتيجة لوجود المواد الكيميائية في البيئة.
وعلى ذلك مشاكل الرئة وانتفاخها emphysema
لها علاقة بتلوث الهواء، التسمم بالرصاص له
علاقة بالرصاص الموجود في الدهانات أو
المضاف إلى البنزين، أمراض القلب وأول أكسيد
الكربون، تلف الأعصاب الدائم والزئبق ،
والكثير من الكيماويات التي من المحتمل لها
علاقة بالسرطان . وهناك علاقة مثلاً بين نوع
من سرطان الرئة mesothelioma
وغبار الاسبستوس asbestos
. نوع من سرطان الكبد وجد له علاقة بالعمال
الذين يعملون في تحويل
Vinyl
chloride
إلى Polyvinyl
chloride
( مادة بلاستيكية لصناعة الملابس، وأغلفة
الأطعمة، الألعاب، الدهانات، outo
seatcovers
، وغيرها ) . من
تلك المليوني مادة كيميائية حوالي 6000 فحصت
للسرطان وحوالي 1000 مادة كيميائية ثبت أنها
تسبب أمراضاً في الحيوانات وفقط 200 مادة
كيميائية التي ثبت أنها تسبب سرطان الإنسان.
مما سبق يتضح أن العالم الصناعي أدخل مواد
كيميائية كثيرة ووجدت طريقها إلى البيئة
لتحدث التلوث الذي يضر بالإنسان.
مقدمةتلوث
الهواء:-
Air
Pollution
قبل
الخوض في موضوع تلوث الهواء يجدر أن نلقي
نظرة سريعة على الغلاف الجوي أو ما يسمى
بالهواء وتتكون من عدة مئات من الكيلومترات
فوق سطح الأرض ويتكون الغلاف الجوي من ثلاث
طبقات: 1-
التربوسفير
Troposphere
وهي الطبقة التي تحدث فيها معظم التغيرات
الجوية وهي التي فوق سطح الأرض وتتركز أنشطة
الإنسان أو الحياة فيها. 2-
الاستراتوسفير
Stratosphere
وهي الطبقة التي فوق التربوسفير وتمتد من
ارتفاع 20 إلى 80 كم ولا توجد تقلبات جوية في
هذه الطبقة وبها طبقة الأوزون التي تحمي سطح
الأرض من مخاطر الأشعة فوق البنفسجية. 3-
الأيونوسفير
Ionosphere
وهي الطبقة التي فوق الاستراتوسفير وتمتد من
ارتفاع 80 إلى 360 كم وتتميز هذه الطبقة بخفة
غازاتها ويتركز فيها الهيدروجين والهليوم. إن
الهواء الجوي الجاف النقي الغير ملوث يتكون
من 78 % نيتروجين 21% أكسجين وحوالي 0.9% غاز
أرجون والبقية عبارة عن تراكيز شحيحة من
ثاني أكسيد الكربون والنيون و الهليوم
والهيدروجين وغيرها
بالإضافة إلى ذلك يحتوي على بخار الماء. إن
الهواء يحتفظ بمكوناته في الظروف الطبيعية
وحسب دورة الحياة في النظام البيئي السابق
ذكره فإن النبات مثلاً يأخذ ثاني أكسيد
الكربون من الجو ويحتفظ بالكربون ويطلق
الأوكسجين وتتنفس الكائنات الحية الأوكسجين
وإذا زادت نسبة ثاني أكسيد الكربون في الجو
فإن الفائض يذوب في البحار والمحيطات
ويتفاعل مع أملاح الكالسيوم مكوناً كربونات
الكالسيوم ( الأحجار الجيرية ) . وبذلك تحفظ
الطبيعة ذاتها. ما
هو تلوث الهواء :- تلوث
الهواء هو وجود مواد في الهواء بتركيزات
مختلفة تكون ضارة بصحة الإنسان أو الحيوان
أو النبات أو التربة أو البيئة.
مصادر
تلوث الهواء :
هناك
مصدرين لتلوث الهواء :-
أولاً:
مصادر طبيعية:-
وهذه
لا دخل للإنسان بها أي أنه لم يتسبب في
حدوثها ويصعب التحكم بها وهي تلك الغازات
الناتجة من البراكين وحرائق الغابات
والأتربة الناتجة من العواصف وهذه المصادر
عادة تكون محدودة في مناطق معينة ومواسم
معينة وأضرارها ليست جسيمة إذا ما قورنت
بالأخرى. ومن الأمثلة لهذه الملوثات
الطبيعية : 1-
غازات
ثاني أكسيد الكبريت ، فلوريد الإيدروجين ،
وكلوريد الإيدروجين ، المتصاعدة من
البراكين المضطربة . 2-
أكاسيد
النيتروجين الناتجة عن التفريغ الكهربي
للسحب الرعدية. 3-
كبريتيد
الهيدروجين الناتج من انتزاع الغاز الطبيعي
من جوف الأرض أو بسبب البراكين أو تواجد
البكترية الكبريتية. 4-
غاز
الأوزون المتخلق ضوئياً في الهواء الجوي أو
بسبب التفريغ الكهربي في السحب. 5-
تساقط
الأتربة المتخلفة عن الشهب والنيازك إلى
طبقات الجو السطحية. 6-
الأملاح
التي تنتشر في الهواء بفعل الرياح والعواصف
وتلك التي تحملها المنخفضات والجيهات
الجوية وتيارات الحمل الحرارية من التربات
العارية. 7-
حبيبات
لقاح النباتات . 8-
الفطريات
والبكتريا والميكروبات المختلفة التي تنتشر
في الهواء سواء أكان مصدرها التربة أو نتيجة
لتعفن الحيوانات والطيور الميتة والفضلات
الآدمية . 9-
المواد
ذات النشاط الإشعاعي كتلك الموجودة في بعض
تربات وصخور القشرة الأرضية وكذلك الناتجة
عن تأين بعض الغازات بفعل الأشعة الكونية.
ثانياً:
المصادر الغير طبيعية:
وهي
التي يحدثها أو يتسبب في حدوثها الإنسان وهي
أخطر من السابقة وتثير القلق والاهتمام حيث
أن مكوناتها أصبحت متعددة ومتنوعة وأحدثت
خللاً في تركيبة الهواء الطبيعي وكذلك في
التوازن البيئي. و بالإمكان تخفيض الضرر
الناتج عنها ولهم تلك المصادر 1-
استخدام
الوقود في الصناعة. 2-
وسائل
النقل البرى والبحري والجوى. 3-
النشاط
الإشعاعي.
أثار
تلوث الهواء:
تختلف
تلوث الهواء من مكان لأخر حسب سرعة الرياح
والظروف الجوية فمثلاً تتفاعل أكاسيد
النيتروجين مع الهيدروكربونات في وجود ضوء
الشمس تحت ظروف جوية خاصة غالباً ما تكون في
فصل الصيف لتنتج مواد كيميائية سامة مثل
رباعي الأستيل بيروكسين وغاز الأوزون. وتؤدي
هذه مع بعض المكونات الأخرى إلى ما يعرف
بالضباب الدخاني ( غالباً ما يكون لونه مائل
للبني ) ويحدث الضباب الدخاني في المدن
المزدحمة بالسيارات مثل لوس انجلوس
ونيويورك ولندن ونيو مكسيكو وغيرها من اشهر
هذه الفترات تلك التي حدثت في لندن عام 1952
وراح ضحيتها 4000 شخص. وفي
الدول النامية تعتبر مدينة سيوؤل , القاهرة ,
وبانكوك وبومباي وكراتشي وجاكرتا ومانيلا
من أكثر المناطق الحضرية تلوثاً في العالم
طبقاً لمسح حالة الهواء قبل عام 1990.
أضرار
تلوث الهواء على الإنسان:-
(
1 ) غاز أول أكسيد الكربون :
هو
غاز ليس له لون ولا رائحة ومصدرة عملية
الاحتراق الغير كامل للوقود. ويصدر من عوادم
السيارات ومن أحترق الفحم أو الحطب في
المدافئ . وهو أخطر أنواع تلوث الهواء وأشدها
سمية على الإنسان و الحيوان.يتحد أول أكسيد
الكربون مع الهيموجلوبين مكوناً كربوكسي
هيموجلوبين وبذلك يمنع الأكسجين من الاتحاد
مع الهيموجلوبين وفي هذه الحالة يحرم الجسم
من الحصول على الأوكسجين. وتعتمد سمية أول
اوكسيد الكربون علي تركيزه في الهواء
المستنشق فتركيز 0,01%
من أول أكسيد الكربون يعادل 20%
من
كربوكسى هيموجلوبين ويؤدي إلى : 1-
شعور
بالتعب 2-
صعوبة
التنفس dyspnoea
. 3-
طنين
في الأذن Noises
in the ears
4-
في
حين تركيز 0.1%
من أول أكسيد الكربون يعادل 50%
من كربوكسي هيموجلوبين ويؤدي إلى : 1-
ضعف
في القوة , ارتخاء في عضلات الجسم وبذلك لا
يستطيع المصاب المشي خارج المكان . 2-
ضعف
في السمع Impaired
hearing
3-
نقص
في الروية Dimness
of vision 4-
غثيان
وقيء . 5-
انخفاض
ضغط الدم . 6-
انخفاض
في الحرارة . 7-
ازدياد
النبض مع ضعف في إحساسه Rapid,
weak pulse
8-
أخيراً
الإغماء والوفاة خلال ساعتين .
إذن
النتيجة النهائية الوفاة لمن يتسمم بهذا
الغاز ولذلك تتضح خطورته.
(
2 ) غاز ثاني أكسيد
الكربون :
زيادته
تؤدي إلى صعوبة في التنفس والشعور بالاحتقان
مع تهيج للأغشية المخاطية والتهاب القصبات
الهوائية وتهيج الحلق. يتكون
غاز ثاني أكسيد الكربون من احتراق المواد
العضوية كالورق والحطب والفحم وزيت البترول
. ويعتبر غاز ثاني أكسيد الكربون الناتج من
الوقود من أهم الملوثات التي أدخلها الإنسان
على الهواء. أن عملية الاتزان البيئي التي
تذيب غاز ثاني أكسيد الكربون الزائد في مياه
البحار والمحيطات مكوناً حمضياً ضعيفاً
يعرف باسم حمض الكربونيك ويتفاعل مع بعض
الرواسب مكوناً بيكربونات وكربونات
الكالسيوم . وتساهم النباتات أيضاً في
استخدام جزء كبير منه في عملية التمثيل
الضوئي . وتجدر
الإشارة الى أن الإسراف في استخدام الوقود
وقطع الغابات أو التقليل من الساحات الخضراء
ساهم في ارتفاع نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون
في الجو والذي قد يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة
الأرض وهو ما يعرف بالاحتباس الحراري .
(
3 ) غاز كبريتيد
الهيدروجين
:
هو
غاز ذو رائحة تشبه البيض الفاسد ويتكون من
تحلل المواد العضوية مثل مياه الصرف الصحي sewage
.
وهو غاز سام وقاتل ولا يختلف عن أول أكسيد
الكربون أو سيانيد الهيدروجين حيث يتحد مع
هيموجلوبين الدم محدثاً نقصاً في الأكسجين
الذي يصل الى الأنسجة والأعضاء الأخرى من
الجسم . وله التأثيرات التالية : 1-
يؤثر
هذا الغاز على الجهاز العصبي المركزي . 2-
يثبط
عملية الأكسدة الخمائرية مما يؤدي إلى حدوث
اضطراب وصعوبة في التنفس . 3-
يسبب
خمول في القدرة على التفكير . 4-
يهيج
ويخشن الأغشية المخاطية للجهاز التنفسي
وملتحمة العين.
(
4 ) غاز ثاني أكسيد الكبريت:
غاز
ثاني أكسيد الكبريت هو غاز حمضي يعتبر من
أخطر ملوثات الهواء فوق المدن والمنشآت
الصناعية. ويتكون من احتراق أنواع الوقود
كالفحم وزيت البترول وأيضاً بعض البراكين
تطلق هذا الغاز . ويعتبر
غاز ثاني أكسيد الكبريت أحد عناصر مكونات
الأمطار على سطح الأرض فيلوث التربة
والنباتات والأنهار والبحيرات والمجاري
المائية, وبذلك يسبب إخلالا بالتوازن البيئي. ويختلط
بالضباب الدخاني فوق المدن محدثاً أضرار
بالغة كما أشرنا إلى ذلك. أضرار
غاز ثاني أكسيد الكبريت: 1-
يؤثر
على الجهاز التنفسي للإنسان محدثاً الآم في
الصدر . 2-
التهاب
القصبات الهوائية وضيق التنفس . 3-
التركيز
العالية تسبب تشنج الحبال الصوتية وقد تؤدي
إلى تشنج مفاجئ واختناق . 4-
التعرض
الطويل للغاز يؤثر على حاسة التذوق والشم
وإلى التصلب الرئوي . 5-
يسبب
تهيج العيون وكذلك الجلد . 6-
يسبب
الأمطار الحمضية .
(
5 ) غاز ثاني أكسيد النتروجين :
هذا
الغاز وغيره من أكسيد النتروجين تنتج من
احتراق المركبات العضوية وأيضا من عوادم
السيارات والشاحنات وبعض المنشآت الصناعية
وهو يكون مع بخار الماء في الجو حمضاً قوياً
هو حمض النتريك ويسبب الأمطار الحمضية. وعند
وصوله مع بقية اكاسيد النيتروجين إلى طبقات
الجو العليا ( طبقة الأوزون ) يحدث كثيراً من
الضرر لهذه الطبقة ( سيتم الحديث عن طبقة
الأوزون فيما بعد ) . أضرار
غاز ثاني أكسيد النيتروجين : 1-
يؤدي
إلى تهيج الأغشية المخاطية للمجاري
التنفسية ويسبب أضرار في الرئة مثل pulmonary
edema .
2-
يؤدي
إلى تهيج الأغشية المخاطية للعين . 3-
يحدث
ضرراً في طبقة الأوزون . 4-
يكون
الأمطار الحمضية .
(
6 ) الرصاص :
يضاف
الرصاص للبنزين وقود السيارات لزيادة معدل
الأوكتان ويتم ذلك ويتم ذلك بإضافة tetra-ethyl
lead
وهذا هو البنزين المحتوي على الرصاص. يخرج
الرصاص من عوادم السيارات إلى الهواء محدثاً
تلوثاً به وخاصة في المدن المزدحمة والتي
تستخدم وقود أو البنزين به رصاص ( المرصص ) . أضرار
الرصاص : 1-
يسبب
الصداع والضعف العام وقد يؤدي للغيبوبة وإلى
حدوث تشنجات قد تؤدي للوفاة . 2-
يؤدي
إلى إفراز حمض البوليك وتراكمه في المفاصل
والكلى. 3-
يقلل
من تكوين الهيموجلوبين في الجسم . 4-
يحل
محل الكالسيوم في أنسجة العظام . 5-
يؤدي
إلى القلق النفسي والليلي . 6-
يسبب
التخلف العقلي لدى الأطفال . 7-
تراكمه
في الأجنة يؤدي إلى تشوه الجنيين وإلى إجهاض
الحوامل . لكن
كثيراً من الدول تنبهت لذلك وبدأت تستخدم
بنزين خالي من الرصاص للتقليل من مخاطر تلوث
الهواء بالرصاص.
(
7 ) مركبات الكلورو فلورو كربون :
تنتج
هذه المركبات من صناعات عديدة أهمها
الأيروسول aerosol
التي تحمل المبيدات أو بعض مواد تصفيف الشعر
أو مزيل روائح العرق وكذلك يمكن استخدام
مركبات الكلورفوروكربون على هيئة سائل في
أجهزة التكيف والتبريد ثلاجات المنازل . كما
أن إحراق النفايات المنزلية إحراق غير كامل
يؤدي إلى انتشار هذه المركبات في الجو . يوجد
تركيز من هذه المركبات في طبقات الجو على بعد
18كم فوق المناطق القطبية. وتقدر كمية هذه
المركبات التي تنطلق في الجو بما يزيد على
مليون طن سنوياً. وعند وصول هذه المركبات
لطبقة الإستراتوسفبر stratosphere
التي بها طبق الأوزون فإنها تتحلل بفعل
الأشعة الفوق بنفسجية الموجودة في الشمس إلى
ذرات الكلور والفلور التي تقوم بمهاجمة
الأوزون وتحويله إلى أكسجين وبذلك تساعد على
تحطيم طبقة الأوزون ( سيتم الحديث عن الأوزون
) ولقد تنبهت العديد من الدول لخطورة هذه
المركبات وبدأت بعضها في حظر إنتاجها مثل
الولايات المتحدة الأمريكية والسويد وكندا
والنرويج وغيرها وذلك منذ عام 1982. وهناك
محاولات لاستبدالها بمواد نافعة أخرى من
بينها استعمال خليط من غاز البيوتان والماء
ويطلق عليه اسم اكواصول aquasol
ولا تحتوي على الكلور و الفلور.
(
8 ) بعض الشوائب والمواد العالقة:
كثير
من المصانع تطلق أبخره في الجو تحتوي على
مركبات شديدة السمية مثل مركبات الزرنيخ
والفوسفور والكبريت والسلينوم . كما تحمل
معها بعض المعادن الثقيلة كالزئبق والرصاص
والكادميوم وغيرها وتبقي هذه المواد
الشائبة معلقة في الهواء على هيئة رذاذ أو
ضباب خفيف ويكون هذا التلوث واضحاً حول
المصانع ولكن قد تحمله الرياح إلى أماكن
أخرى . والبحار
عندما تهب عليها رياحاً قوية تحمل بعض
الأملاح الذائبة على هيئة رذاذ أو بخار دقيق
من الماء إلى مسافات طويلة داخل الشواطئ
وتحمل هذه الشوائب في طبقة التربو سفير ثم
تعود وتسقط على الأرض مع الأمطار أو الجليد.
وفترة تحليل الجليد القطبي وهو انه يحتوى
على أملاح الكلوريدات والنترات والكبريتات
للعديد من المعادن مثل الصوديوم
والبوتاسيوم والكالسيوم والمغنيسيوم وهذه
الأملاح لا تتوفر إلا في البحار . وأيضاً وجد
في الجليد شوائب مثل النحاس والحديد والزنك
والكوبالت والرصاص ولابد أنها نتجه من
النشاط الصناعي .
(
9 ) الكائنات الدقيقة أو الميكروبات :
تنتشر
في الهواء أنوع عديدة من البكتريا والفطريات
في حالة ساكنة وتصيب الإنسان إذا توفرت
الظروف الملائمة . ومن أجناس البكتريا Yersina
, Streptococcus ,
Mycobacterium
, Corynebactrium ,
أما الفطريات Pentium
, Candida , Aspergillus ويعتبر
فيروس الأنفلونزا أكثر الفيروسات انتشاراً
في الهواء .تستخدم الميكروبات في الحروب
الجرثومية لسهولة انتشارها في الهواء وتسبب
أمراضاً فتاكة بالإنسان ومن اشهر هذه
الميكروبات في وقتنا الحاضر الجمرة الخبيثة
التي تسببها Bacillus
anthrax
ويمكن انتشار غيرها عن طريق الهواء مثل
الطاعون Pasture
plague Upsets
والجدري الذي يسببه فيروس Small
pox
.
أضرار
تلوث الهواء داخل المباني ( الهواء الداخلي )
Indoor
Air Pollution
.
كثير
من الناس يقضون وقتاً طويلاً داخل المباني
قد يصل إلى 80 –
90 % من وقتهم فالكثير يعملون ويأكلون وينامون
ويشربون داخل المباني التي يكون دورة الهواء
مغلقاً وهذا ما دعى كثير من الناس يعتقدون أن
تلوث الهواء الداخلي أخطر من الخارجي . ومنذ
السبعينات بدأ الضوء يتسلط على تلوث الهواء
الداخلي ومن أهم مصادر تلوث الهواء الداخلي
تدخين السجائر و المعسلات والجراك، الأبخرة
الناتجة من المفروشات أو مواد الدهانات وفي
مجتمعنا البخور الذي يستخدم بكثرة داخل
المباني. بالإضافة إلى الفريون الناتج من
أجهزة التكييف . وفي
الولايات المتحدة وجد أن غاز الرادون Radon
وهو غاز نشط إشعاعياً radioactive
gas وينبعث
من الأرض ويتواجد في البدرومات .وهناك أيضاً
بعض الميكروبات أو الكائنات الدقيقة التي
تلوث الهواء الداخلي .
الأمطار
الحمضية Acid
rain
:-
تنتج
الأمطار الحمضية من تلوث الهواء بثاني أكسيد
الكبريت وكبريتيد الهيدروجين وأكاسيد
النيتروجين الناتجة من حرق كميات ضخمة من
الوقود في المصانع وتحملها الرياح إلى
مسافات بعيدة كل البعد عن المصدر الذي خرجت
منه .ولا توجد فكرة واضحة عن تكون الأمطار
الحمضية ويعتقد أن غاز ثاني أكسيد الكبريت
وأكاسيد النيتروجين تتفاعل مع بخار الماء
الموجود في الجو كما يلي :- وتبقى
هذه الأحماض معلقة في الهواء على هيئة رذاذ
وتسقط مع الأمطار، وفي البلدان قليلة
الأمطار مثل دول الخليج تلتصق المركبات
الحمضية على سطح الأتربة العالقة في الهواء
وتتساقط معها فيماً يعرف بالترسيب الحمضي
الجاف وأحياناً يسمى الترسيب الحمضي.وللأمطار
الحمضية أو الترسيب الحمضي آثار سيئة على
البيئة فالأمطار الحمضية تسبب في: 1-
التربة القلوية : تتفاعل معها وتتعادل معها
فعلى الأرض الجيرية مثلاً تكون الكالسيوم
وتجرفه إلى الأنهار ، وكذلك تذيب بعض
المعادن أو الفلزات الهامة للنبات وتبعدها
عن جذور النبات ومن أمثلة ذلك الكالسيوم
والبوتاسيوم والمغنيسيوم التي يحملها مياه
الأمطار الحمضية بعيداً عن جذور النباتات
إلى المياه الجوفية وبذلك تقل جودة المحاصيل
الزراعية . 2-
في التربة الجرانيتية : كما في دول السويد
والنرويج تؤدي إلى تفتيت الصخور وترفع من
درجة حموضة البحيرات . 3-
في البحيرات تؤدي
الأمطار الحمضية إلى زيادة الحموضة في مياه
البحيرات وبالتالي قد تسبب في عدم صلاحيتها
للأسماك والكائنات الدقيقة . 4-على المحاصيل الزراعية والغابات : كثير من النباتات لم تستطع العيش مع الأمطار الحمضية
فذبلت وماتت وبالتالي يؤدي إلى فقدان
المحاصيل الزراعية والأخشاب من الغابات . 5-
التأثير
على الأحجار الجيرية : لوحظ في لندن تأكل أو
تفتت بعض أحجار برج لندن وكنيسة لودستمتستر
إلى فقد بلغ عمق التآكل بضع سنتميترات نتيجة
التفاعل بين غاز ثاني أكسيد الكبريت
والأمطار التي تسقط على المدن من حين لآخر .
كذلك شوهد أثر الأمطار الحمضية أو الترسيب
الحمضي على الأكروديوليس في اليونان
والكلولوسيم في إيطاليا وتاج محل في الهند
وأبو الهول في مصر .
أضرار
تلوث الهواء على طبقة الأوزون:-
الأوزون
Ozone
غاز سام وشفاف يمل إلى الزرقة ويتكون الجزئ
منه من ثلاث ذرات أوكسجين . ويتواجد الأوزون
في طبقتي الجو السفلي التربوسفير Troposphere
وطبقة الجو العليا الأستراتوسفير Stratosphere
. يتكون
الأوزون في طبقات الجو السفلى من الملوثات
المنبعثة من وسائل النقل أو بعض المركبات
التي تحوي الهيدروكربونات ( الفريون –
الذي يدخل في الثلاجات وأجهزة التكيف وكثير
من الصناعات الأخرى ) . وفي هذه الحالة يعتبر
الأوزون من المكونات الخطيرة على صحة
الإنسان لأن تنفس قدر ضئيل منه يحدث تهيج في
الجهاز التنفسي وقد يحدث الوفاة .
O2
+ O
Ultra
Violet tO3
ومن نعم الله على خلقه أن جعل طبقة
الأوزون في Stratosphere
تعمل كدرع أو مرشح واقي يحمي الكره الأرضية
من الأشعة فوق البنفسجية
الضارة ولا يسمح إلا بمرور جزء يسير من
هذه الأشعة . ولولا وجود طبقة الأوزون هذه
لزالت الحياة من الكرة
الأرضية . ومع
بداية السبعينيات بدأ الاهتمام بالملوثات
الصادرة من نشاط الإنسان علي طبقة الأوزون
فقد وجد أن أكاسيد النيتروجين تفتت جزيئات
الأوزون
وبذلك يعود أكسيد النتروجين إلى حالته
الأصلية ليعيد الدورة مرة أخري وبذلك تحتل
التوازن الطبيعي . وكذلك
وجد أن مركبات الكلوروفلوروكربون ( بعضها
معروف صناعياً الفريون ) تقوم بتفتيت جزئ
الأوزون. ونظراً لازدياد استخدام هذه
المركبات في كثير من الصناعات مثل البخاخات
المعطرة والمزيلة لرائحة العرق وتسمي
ايروسول وعلى هيئة
سائل في معدات التبريد وتكيف الهواء وفي
الصناعات الإلكترونية من حاسبات وتلفزيونات
وأجهزة استقبال وإرسال وخلافة . خطر هذه
المادة هو انبعاثها في الهواء وصعودها
لطبقات الجو العليا يتحرر الكلور بفعل
الأشعة فوق البنفسجية من مركبات
الكلوروفلوروكربون وهذا الكلور هو الذي
يعمل على تدمير الأوزون وهو أحد أسباب ثقوب
الأوزون وتقليل نسبة في الغلاف الجوي . وتجدر
الإشارة إلى أن غاز الكلوروفلوروكربون له
عمر طويل قد يمتد قرناً أو يزيد 75 –
100 سنه . كما أن هناك غازات أخري غير الكلور
لها تأثير مدمر على الأوزون مثل الهيدروجين
والنتروجين . هناك
أيضاً عوادم الطائرات النفاثة والطائرات
أسرع من الصوت بما تلفظه من نتروجين من
العادم الذي يدفعها للأمام ويؤدي إلى التلوث
من جهة أخرى. إطلاق
الصواريخ للفضاء تحرق كمية كبيرة من الوقود
السائل أو الصلب وبذلك تخلف أطناناً من
الغازات الضارة بطبقة الأوزون. فقد ورد في
إحصائية روسية أن كل عملية إطلاق صاروخ
( مكوك فضائي ) تدمر مليون طن من غاز
الأوزون. كما ثبت أن الدقيقتين الأولي من
إطلاق المكوك الأمريكي ( التي تحترق خلالها
صواريخ الدفع الابتدائية التي تعمل بالوقود
الجاف ) والتي تمثل المرحلة الأولي في
الصواريخ الحاملة للمكوك ينتج عنها 187 طناً
من غاز الكلور ومركباته 17 طناً من أكسيد
الألمنيوم . أضرار
تآكل طبقة الأوزون على البيئة:- ينتج
عن تأكل طبقة الأوزون أو وجود ثقب أضراراً
يمكن تلخيصها: 1-
انتشار
سرطان الجلد : يؤدي
تأكل طبقة الأوزون إلى زيادة الأشعة فوق
البنفسجية التي تصل إلى الأرض قد بلغ 1% فإن
الأشعة فوق البنفسجية تزداد بنسبة تعادل 2%
وبالتالي فإن معدل الإصابات بسرطان الجلد
يزداد 4% وهناك إحصائية أمريكية تقول بأن
نقصان قدرة 3% يعني حدوث ثمانية عشر آلف من
الإصابات بسرطان الجلد . 2-
لتأثير الوراثي : ( حدوث تلف لحمض D.N.A)
إن
تعرض الجلد للأشعة فوق البنفسجية يمكن أن
يحدث تلفاً Epidermal
أي تحت البشرة الخارجية للجلد مباشرة بسبب
تلف الحامض النووي D.N.A
وينتج عن ذلك انقسام الخلايا وحدوث الأورام .
ولأن حمضD.N.A
هو
المسئول عن نقل الصفات الوراثية فإن إصابته
تكون نتيجة الإسراف في تعرضه للأشعة فوق
البنفسجية حيثما ينتقل من جيل إلى جيل . 3
–
حدوث المياه البيضاء في العين ( كتاركت ) تسرب
الأشعة فوق بنفسجية إلى سطح الأرض بسبب تأكل
طبقة الأوزون يؤدي إلى حدوث
عتامه في العين وهي المعروفة بالمياه
البيضاء . وقد يؤدي إلى زيادة نسبة الأشخاص
المصابين بالعمى 4
-
حدوث اختلال في جهاز المناعة في حسم الإنسان
: يؤدي
ايضاً زيادة الأشعة فوق البنفسجية نتيجة
تأكل طبقة الأوزون إلى اختلال جهاز المناعة
لدى الإنسان مما يزيد من نسبة تعرضه للأمراض
المعدية المختلفة وخاصة الجهاز التنفسي . 5
–
حدوث أمراض أخري :- أ
) الشيخوخة المبكرة وتسمم الدم والأرهاق
العصبي . ب
) العمي الجليدي Snow
Blindness
. ج
) شيخوخة الجلد ( أمراض جلدية أخري ) .
6
–
المحاصيل الزراعية : تسرب
الأشعة فوق البنفسجية يلحق أضرار بالمحاليل
الزراعية مثل الخضراوات وفول الصويا والقطن
وقد يقلل من إنتاجها وبذلك يهدد الموارد
الزراعية . 7
–
الثروة الحيوانية : حيث
أن الحيوانات تتغذى على النباتات والأعشاب
وهذا يعني أن الضرر سيلحق بها نتيجة تضرر
النباتات. 8
–
الثروة السمكية : زيادة
الأشعة فوق البنفسجية يقلل من الطحالب
والنباتات ذات الخلية الواحدة التي تتغذى
عليها الأسماك كما أنه يهلك يرقات الأسماك
التي تعيش قريباً من سطح الماء. 9
–
تغيير المناخ : زيادة
الأوزون في التربوسفير Troposphere
نتيجة التلوث ونقص في طبقة الأستراتوسفير
تسبب خللاً في توازن الغلاف الجوي يؤدي إلى
ارتفاع درجة الحرارة في الأرض أو الغلاف
الجوى ولا يعتبر الأوزون هو الوحيد في تسبب
ارتفاع درجة حرارة الأرض بل يشارك وبنسبة
رئيسية غاز ثاني أكسيد الكربون ومركبات
الكلوروفلوروكربون و
أكاسيد النتروجين وغاز الميثان. ويقول
العلماء أن درجة الحرارة على الأرض سوف
ترتفع بمقدار 3 - 5 درجات في كل مكان من الآن
وحتى عام 2050م. وتعرف الغازات السابق ذكرها
بغازات الاحتباس الحراري لأنها تؤدي إلى
ارتفاع درجة حرارة الأرض . إن
ارتفاع درجة حرارة الأرض وما يصاحبها من
تغييرات مناخية قد يكون مفيداً و ضاراً. فسوف
نحد أن بعض المناطق تزيد إنتاجية الغابات
والمحاصيل الزراعية بينما تتدهور في مناطق
أخرى وكذلك الأمطار. كما
أن ارتفاع درجات الحرارة يعجل بارتفاع سطح
البحر مما يهدد الجزر والمناطق المنخفضة
بالغرق.
مقدمةتلوث الماء
Water pollution
الماء
عنصر أساسي لجميع الكائنات الحية وعنه قال
تعالي:( وجعلنا من الماء كل شيء حي) سورة
الأنبياء. وتغطي المياه حوالي 71 / من الأرض,
وتكون حوالي 65 / من جسم الإنسان, 70/ من الخضروات,
وحوالي 90 / من الفواكه. الماء
مذيب جيد لكثير من المواد و حتي بعض المواد
التي لا تذوب فيه تشكل معلقات غروية تشبه
المحاليل.وينزل الماء علي هيئة أمطار أو ثلج snow بصورة
نقية خالية تقريبا من الجراثيم
أو الملوثات الأخرى ,لكن نتيجة للتطور
الصناعي الكبير يتعرض لكثير من الملوثات مما
يجعله غير صالح للشرب . ومن أمثلة التلوث
الأمطار الحمضية وكذلك مخلفات الصرف الصحي
والصناعي والزراعي. كان
الناس في الماضي يلقون المخلفات والفضلات في
مياه الأنهار والمحيطات ظنا منهم إنها تنقي
نفسها ففي مابين عام 1849 و 1853 انتشر وباء
الكوليرا في لندن بسبب تلوث مياه نهر التايمز
وقد أدي إلي وفاة عدد كبير من سكان لندن وما
جاورها. وتكررت نفس المأساة في مدن أوربية
أخري كما انتشر في بعض المدن الأمريكية وباء
التيفود في الفترة نفسها. وكذلك
ظهر تلوث مياه البحار والأنهار و المياه
الجوفية بالمواد البترولية والمواد المشعة
والمعادن الثقيلة وغيرها. ويشكل التلوث
بالمواد البترولية خطرا علي المياه حيث يكون
طبقة رقيقة فوق سطح الماء تمنع إختراق الهواء
وثاني اوكسيد الكربون والضوء إلي الماء وبذلك
تصبح الحياة المائية شبه مستحيلة. ويدوم
الهيدروكربون الناتج من تلوث البترول طويلا
في الماء ولا يتجزأ بالبكتريا ويتراكم في قاع
البحر. ويحتوي البترول علي مواد مسرطنة carcinogenic مثل
بنزوبيرين benzopyrene
الذي
يوجد بنسبة عالية في نفط الخليج وليبيا ويؤثر
علي النباتات والحيوانات التي تتغذي عليها. وهناك
مواد كيماوية أخري تسبب تلوث المياه مثل
المبيدات D.D.T
وأيضا المعادن الثقيلة.
مصادر تلوث
المياه
المصادر
الصناعية :
تشكل
مياه المصانع وفضلاتها 60 / من مجموع المواد
الملوثة للبحار والبحيرات والأنهار. ويصدر
أغلب الملوثات من مصانع مثل مصانع الدباغة
والرصاص والزئبق والنحاس والنيكل ومصانع
الدهانات والإسمنت والزجاج والمنظفات ومصانع
تعقيم الألبان والمسالخ ومصانع تكرير السكر.بالإضافة
إلي التلوث بالهيدروكربون الناتج عن التلوث
بالبترول الذي يؤدي كما ذكرنا إلي تكوين طبقة
رقيقة عازلة فوق سطح الماء تمنع اختراق
الأوكسجين وثاني اكسيد الكربون والضوء إلي
الماء وبذلك يؤدي إلي اختناق الكائنات التي
تعيش في الماء.وكذلك يتحول النفط إلي كرات
صغيرة تلتهم بواسطة الأسماك مما يؤثر علي
السلسلة الغذائية. إن
معظم المصانع في الدول المتقدمة والنامية لا
تلتزم بضوابط الصرف الصناعي بل تلقي بفضلاتها
في المياه ففي الولايات المتحدة وجدت
مخلفات سامة في مياه الأنهار والبحار المحيطة
بالمصانع . وفي القاهرة اجريت دراسة علي اثني
عشر محطة لمعالجة مياه الشرب ووجدت جميعها
تعاني من عدم انطباط الصرف الصناعي . وتجدر
الإشارة إلي أن الطرق التقليدية لتنقية
المياه لا تقضي علي الملوثات الصناعية ( مثل
الهيدروكربون ) والملوثات غير العضوية
والمبيدات الحشرية و المركبات الكيميائية
المختلفة. وقد يتفاعل الكلور المستخدم في
تعقيم المياه مع الهيدروكربونات مكونا مواد
كربوهيدراتية كلورينية متسرطنة . ونوع
أخر من التلوث الصناعي هو استخدام بعض
المصانع الماء للتبريد وبذلك يلق الماء
الساخن في الأنهار أو البحيرات مما يزيد
حرارتها ويؤثر علي الحياة الحيوانية
والنباتية بها.
مصادر الصرف الصحي:
تعتبر
مياه المجاري واحدة من أخطر المشاكل علي
الصحة العامة في معظم دول العالم الثالث, لأن
أغلب هذه الدول ليس لديها شبكة صرف صحي
متكاملة, بل في بعض المدن الكبيرة لا توجد
شبكة صرف صحي وأكبر مثال علي ذلك مدينة جدة.
والمشكلة ألكبري عندما تلقي المدن الساحلية
مياه الصرف الصحي في البحار دون معالجة مسببة
بذلك مشكلة صحية خطيرة. كما أن استخدام
البيارات أو septic tank
في الأماكن التي لا يتوفر فيها شبكة صرف صحي
له أضراره علي الصحة العامة خاصة إذا تركت
مكشوفة أو ألقيت مخلفاتها في الأماكن القريبة
من المساكن حيث يتوالد البعوض والذباب مما
يسبب الكثير من الأمراض بالإضافة إلي استخدام
المبيدات المنزلية التي لها أضرارها علي صحة
الإنسان وطبقة الأوزون. تحتوي
مياه المجاري علي كمية كبيرة من المركبات
العضوية وأعداد رهيبة من الكائنات الحية
الدقيقة الهوائية واللاهوائية وتؤثر هذه
الكائنات في المركبات العضوية والغير عضوية
مسببة نقصا في الأوكسجين إذا ألقيت في البحر
وبذلك تختنق الكائنات التي تعيش في البحر وقد
تموت. وعند موت الكائنات البحرية تبدأ
البكتريا أو الكائنات الدقيقة التي تعمل
لاهوئيا بتحليلها محدثة تعفن وفسادا أخر إلي
السابق. ويتوقف
الزمن الذي تفسد فيه مياه المسطح المائي ولا
تعد صالحة للاستعمال علي عدة عوامل منها: 1-
سرعة تيار الماء في
المجري المائي . 2-
كمية الأوكسجين
الذائب في الماء. 3-
السرعة
التي تستطيع بها بعض أنواع البكتريا تحليل
هذه الشوائب والفضلات. 4-
مدي
حجم الشوائب والفضلات التي تلقي في هذا
المسطح المائي البحري ونوعيتها. مكونات
مياه الصرف الصحي: تتكون
مياه الصرف الصحي من المياه المستخدمة في
المنازل سواء في الحمامات أو المطابخ وكذلك
المياه المستخدمة في بعض الورش والمصانع
الصغيرة ومحطات الوقود التي تقع داخل المدينة. تحتوي
مياه الصرف الصحي علي نسبة عالية من الماء 99.9
و الباقي مواد صلبة
علي هيئة مواد غروية وعالقة وذائبة. وهذه
المركبات هي: 1-
الكربوهيدرات:وتشمل
السكريات الأحادية والثنائية والنشا
والسليلوز. 2-
أحماض
عضوية: مثل حمض الفورميك, بروبونيك وغيرها. 3-
أملاح أحماض عضوية:
مثل اكسالات الكالسيوم. 4-
الدهون والشحوم. 5-
المركبات العضوية
النتروجية وتشمل البروتينات 6-
الأصباغ. 7-
الأملاح المعدنية. 8-
مواد أخري وتشمل
الجلوكوزيدات وغيرها. طريقة
معالجة مياه الصرف الصحي: تتم
معالجة مياه الصرف الصحي علي عدة خطوات: 1-
المعالجة الأولية: في
الطريقة يتم التخلص من المواد العالقة
والصلبة بطريقة الترشيح والترسيب. 2-
المعالجة الثانوية: وفيها
تستخدم الطرق البيولوجية مثل البكتريا التي
تؤكسد المواد العضوية. 3-
المعالجة الثلاثية: وهي
المعالجة النهائية وفيها يتم التخلص من
البكتريا والفيروسات والمركبات العضوية. بعد
معالجة مياه الصرف الصحي يمكن استخدامها
لأغراض الزراعة أو الصناعة (
للتبريد ) .
مصادر
زراعية:
إن
استخدام المبيدات الحشرية والأسمدة
الكيميائية في الزراعة يتسبب في تلوث الماء
وذلك عند سقوط الأمطار حيث تجرف تلك المواد
إلي الأنهار أو البحيرات وأيضا الري قد ينقل
تلك المواد إلي المياه الجوفية. أضرار
تلوث الماء علي صحة الإنسان تتلخص
أضرار تلوث الماء علي صحة الإنسان: 1-
تلوث الماء ميكروبيا
2-
تلوث الماء كيميائيا 1-
تلوث الماء ميكروبيا: ثبت
بما لا يدعوا للشك أن مياه الصرف الصحي إذا لم
تعالج جيدا تسبب أمراضا خطيرة للإنسان وخاصة
إذا تسربت لمياه الشرب. فقد حدث انتشار وباء
الكوليرا في القرن السابع عشر في لندن نتيجة
تلوث مياه نهر التايمز بمياه الصرف الصحي, وقد
حدث أيضا في دلهي- الهند وكاليفورنيا انتشار
وباء السالمونيلا والالتهاب الكبدي نتيجة
تلوث المياه (1955-1956 ) . إن مياه الصرف الصحي بها
اعدا كثيرة من الكائنات الدقيقة مثل البكتريا
والفيروسات والطفيليات وبذلك تنقل العديد من
الأمراض مثل الكوليرا والتيفود وشلل ألأطفال
وقد أثبت تحليل مياه الصرف الصحي لمدينة
الرياض علي احتواءه Anthrobacter
Sp, Pseudomonas, bacillus sp, E.coli
. كما أن تلوث الماء ببكتريا القولون Coliform
bacteria يعد مؤشرا خطيرا
حيث يجب أن يخلو ماء الشرب من أي خلية لبكتريا
القولون في 100 مل . ويجد كذلك الأوليات Protozoa
مثل Amoeba
sp,paramecium sp, Entamoeba histolitica
. وتلعب
الكائنات الحية الدقيقة دورا في تحولات
الميثان والكبريت والفسفور والنترات .
فبكتريا الميثان تنتج غاز الميثان في الظروف
Methanobacterium
sp الهوئية
واللاهوائية . وبكتريا التعفن putrefying bacteria تنتج
الأمونيا التي تتأكسد إلي نترات التي تكون ما
يعرف بإخضرار الماء Eutrophication
وتظهر علي شكل طبقة خضراء من الأعشاب علي سطح
خزانات المياه والبحيرات وشواطئ البحار
وأكثر ما تكون في المياه الراكدة وتسبب في
إعاقة تسرب الأوكسجين إلي الماء, وتسبب زيادة
الأعشاب الخضراء إلي مرض زرقة العيون لدي
ألأطفال. وتستطيع
كائنات حية دقيقة أخري مثل Beggiatoa sp
أكسدة كبريتيد الهيدروجين إلي الكبريت. 2-
تلوث
الماء كيميائيا: تلوث
الماء بالمواد الكيميائية يمكن أن يكون خطرا
علي البيئة وعلي صحة الإنسان. ويمكن تلخيص أهم
المركبات التي تلوث الماء: 1-
مركبات حمضية أو قلوية: تغير
كل من المركبات الحمضية أو القلوية درجة PH
للماء. إذا تلوث الماء بالأحماض
فإن ذلك يسبب الصدأ للأنابيب وتآكلها هذا
ناهيك عما تسببه من آثار علي صحة الإنسان حسب
نوع الحمض الملوث ( راجع الأمطار الحمضية ) .
أما التلوث بالقلويات فهي تكون الأملاح مثل
كربونات وبيكربونات وهيدروكسيدات
والكلوريدات. وتسبب كربونات وبيكربونات
الكاليسيوم والمغنيسيوم عسر الماء كما أن
مركبات الكلوريدات والسلفات تسبب ملوحة
الماء. 2-مركبات
النترات والفوسفات: تسبب
هذه المركبات ظاهرة إخضرار الماء أو ما يعرف
بالازدهار Eutriphication
وتظهر علي شكل طبقة خضراء من الأعشاب علي
سطح مياه الخزانات والبحيرات وشواطئ البحار
والمياه الراكدة وقد تغطي سطح الماء مما يمنع
الأوكسيجين من الدخول للماء مما يؤثر علي
الحياة المائية .وتتكون الأعشاب الخضراء من
الطحالب Algae
وهي من عناصر الكربون والنتروجين والفسفور.
ومن الجدير بالذكر أن النترات تتحد مع
الهيموجلوبين وتمنع اتحاد الأوكسجين معه مما
يسبب الاختناق. 3-
المعادن الثقيلة: أكثر
المعادن الثقيلة انتشارا في مياه المجاري
الرصاص والزئبق .ويمن أن يتسرب الرصاص أيضا من
أنابيب المياه ويلوثها وقد يسبب تلف الدماغ Encephalopathy
وخاصة للأطفال . الزئبق
يوجد في الماء علي هيئة كبريتيد الزئبق وهو
غير قابل للذوبان ويتواجد علي شكل عضوي مثل
فينول ومثيل وأخطرها هو مثيل الزئبق الذي
يسبب شلل الجهاز العصبي والعمى. أما في
الأسماك فإن مثيل الزئبق يتواجد داخلها
بتركيزات عالية فقد وجد في الولايات المتحدة
في الأسماك عام 1970 وكذلك وجد في علب التونة. 4-
الحديد والمغنيسيوم: يسبب
الحديد والمغنيسيوم تغير لون الماء إلي أشبه
بالصدأ rust-colored
ولا يسبب ضررا إلا إذا كان بكمية كبيرة وأكثر
وجودهما في المياه الجوفية. 5-
مركبات عضوية: كثير
من المركبات العضوية تسبب تلوث الماء وأشهرها
التلوث بالبترول ومشتقاته والمبيدات الحشرية
والمبيدات الفطرية Fungicides
وغيرها من الكيماويات الصناعية. 6-
الهالوجينات : يستخدم
الكلور والفلور لتنقية المياه من الميكروبات
الضارة وساهم كثيرا في تنقية المياه ولكن
الكلور يتفاعل مع الهيدروكربونات إذا وجدت
مكونة مركبات هيدروكربونية كلورية مسرطنة .
وهناك قول أن الكلور يمكن أن يسبب سرطان لكن
ذلك لم يثبت بعد . في الولايات المتحدة يستخدم
الفلور لتنقية الياه ووجد أنه يحمي الأسنان
من لتسوس بتركيز 10 مليجرام/ لتر. 7-
المواد المشعة: مثل
الراديوم Radium
تسبب سرطان وخاصة سرطان العظام. إن
التلوث الكيميائي يفوق أحيانا التلوث
الميكروبي بسبب كثرة المصانع وازديادها وعدم
التخلص من فصلاتها بالطريق الصحيحة . ولابد من
الإشارة أن ما ذكر من تلوث سواء الميكروبي أو
الكيميائي لا يشمل التلوث أو التسمم الذي
يلقي في الماء بقصد تسممه.
|